في ذكرى مولده .. الشعراوي الداعية المجدد

السوسنة  -  لم يكن الشيخ الشعراوي عالمًا عاديًا، لكنه كان صاحب طريقة «متفردة» في الوصول إلى القلوب واقتحام العقول، فكان يجمع بين قوة اللغة وسهولة الإلقاء هذا بجانب تمكنه في استخدام لغة الجسد التي لم يعرف أحد إلى الآن سر إقناعه للناس بها.

 
كانت حياة «الشعراوي» مليئة بالتحولات الفكرية حتى وصل إلى أن أصبح له فكرًا خاصا بل وله مريدون، فهو أول من خط بيده بيان تأسيس جماعة الإخوان المسلمين وما لبث حتى أعلن انشقاقه عنها نظرا لنتمائه القديم لحزب الوفد الذي كان زعيمه «سعد زغلول» وبعده «مصطفى النحاس» اللذين كان يعشقهما الشعراوي بل وأنشد فيهما شعرا، لم يكن من محبو«السياسة» ولا من المتطلعين للمناصب، ولكن القدر ساقه إلى الاشتباك في معاركها، حتى نضاله المشهور في معهده كان ضد الإنجليز وهو ما كان يحتمه عليه واجبه الوطني.
 
كان يرى في مؤسسة الأزهر «قداسة» لا يجب أن يصل أحد إليها، فكان من أول المعترضين على قانون الأزهر وهو ما جعل «عبد الناصر» يترأس بعثة التعريب في الجزائر، حتى جاء السادات واستدعاه للتدخل في رجوع العلاقات السعودية المصرية نظرا لعلاقاته الجيدة مع المملكة الذي قضى فيها عمرا طويلا مدرسا في كلياتها.
 
بعده أراد السادات أن يصبغ على حكمه الصبغة الدينية فاستدعاه وزيرا للأوقاف ولكنه لم يلبث حتى خرج من الوزارة كما أتى، بل إنه اصطدم بالسادات لما رغبت «جيهان السادات» في تأييده لقانون الأحوال الشخصية، وهو كان يرى أنه مخالفا للشريعة الإسلامية، وبعدها اتفاقية «كامب ديفيد» الذي صمت الشعراوي قليلا ثم لم يمكث طويلا حتى تحدث في دروسه عن صفات اليهود السلبية، ليطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي رسميا بوقف حلقاته.