اللغة العربية لغة ديننا أيها المسلمون - د.حسان ابوعرقوب

مع احترامي الشديد لكل قومية، ولكل لغة، ولكل عرق ولون، وأصل ومنبت، إلا أن اللغة العربية لها قيمتها الحقيقية والواقعية عند المسلمين، فهي لغة القرآن الكريم، ولغة نبينا الكريم (صلى الله عليه وسلم)، وعندما ندعو الآخرين لتعلم هذه اللغة، لا نقصد أبدا التفوق القومي على الآخرين، بل نقصد أننا يجب أن نفهم كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وسلم)، ولا يمكن لنا فهمهما بدقة إلا باللغة التي جاءت بهما، وهي اللغة العربية.

ثم نحن كمسلمين، من مختلف الألسن والأعراق، مأمورون بقراءة القرآن، وكيف يقرأ القرآن الكريم من لا يحسن العربية؟ وماذا يتلو في صلاته من لا يحسن العربية؟ 

إن إحياء القوميات بين المسلمين ليس المراد منه أن تفخر الأمم بلغاتها وأًعراقها، بل المقصود أن يبتعدوا بألسنتهم عن لغة القرآن ومن ثمّ عن القرآن الكريم، ومتى ابتعدنا عن القرآن الكريم، لم يبق من الإسلام سوى الاسم والرسم دون حقيقة تذكر. 
 
إحياء القوميات بين المسلمين يعني هذا يقول أنا عربي، وذاك يقول أنا كردي، وآخر أنا شركسي، وآخر أنا شيشاني، وغيره أنا فارسي، وغيره أنا تركي، وهكذا تفرقنا شذَر مذر، لا نجد جامعا بيننا، بل زرعت الأحقاد والمنافسات بيننا حتى وقع الاقتتال بين بعضنا، مع أن الجامع الكبير الذي يجمعنا ويألف بين قلوبنا هو الإسلام، وهو محل اعتزاز منا جميعا، حيث بمقدور كل واحد منا أن يقول متفاخرا: أنا مسلم، وأنت أخي في الإسلام.
 
وإذا تأملنا (الكتاب) الذي بسّط النحو العربي سنجد صاحبه (سيبويه) الفارسي، وصاحب (القاموس المحيط) المعجم العربي العظيم (الفيروز آبادي) الشيرازي الذي ولد بفارس.
 
وصاحب أعظم كتاب في الحديث (الإمام البخاري) ومثله (الترمذي) ومثله (النسائي) من نسا من تركمانستان، وإمام الفقهاء وسيدهم (أبو حنيفة) وأصله من فارس، وكذلك (سعد الدين التفتازاني) الإمام في الفقه والأصول وعلم الكلام والنحو، ولد في خرسان وتوفي في سمرقند. وكذلك إمام البلاغة (الزمخشري) من أوزباكستان، وشيخ المفسرين (ابن جرير الطبري) من طبرستان.
 
كل من سبق كتب وصنف بالعربية وكان له خدمة للدين الإسلامي واللغة العربي، مع أن أصولهم غير عربية؛ وذلك لأن اللغة العربية هي لغة ديننا الإسلامي في المقام الأول وقبل كل شيء.