في ذكرى غزوة بدر .. لماذا شرع القتال في الإسلام؟

السوسنة  -  يحتفل المسلمون كل عام بعزوة النبي الكريم الأولى وهي عزوة بدر والتي وقعت في السابع عشر من رمضان في العام الثاني من الهجرة، الموافق 13 مارس 624م، حيث وقعت الغزوة بين المسلمين بقيادة النبي الكريم، وقريش بقيادة عمرو بن هشام القرشي، والتي سميت بهذا الاسم لوقوعها في بدر والتي تقع بين مكة والمدينة المنورة.

ومع كل ذكرى بغزوة النبي الكريم، يردد بعض الحاقدين على الدين مقولات حول هل كان الرسول غازيا؟، ولماذا شرع القتال في الإسلام؟، وهل انتشر الإسلام بحد السيف؟
 
دار الإفتاء المصرية أكدت في تقرير لها عبر موقعها الرسمي أن القتال أو الجهاد في الإسلام حرب في غاية النقاء والطهر والسمو، وهذا الأمر واضح تمام الوضوح في جانبي التنظير والتطبيق في دين الإسلام وعند المسلمين، وبالرغم من الوضوح الشديد لهذه الحقيقة، إلا أن التعصب والتجاهل بحقيقة الدين الإسلامي الحنيف، والإصرار على جعله طرفًا في صراع وموضوعًا للمحاربة، أحدث لبسًا شديدًا في هذا المفهوم عند المسلمين، حتى شاع أن الإسلام قد انتشر بالسيف، وأنه يدعو إلى الحرب وإلى العنف، ويكفي في الرد على هذه الحالة من الافتراء، ما أمر الله به من العدل والإنصاف، وعدم خلط الأوراق، والبحث عن الحقيقة كما هي، وعدم الافتراء على الآخرين؛ حيث قال سبحانه في كتابه العزيز "يَا أَهْلَ الكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ".
 
وأكدت الدار أن الرسول مكث في المدينة 13 عاماً دعا إلى الله بالحكمة والموعظة، وقد كان نتاج هذه المرحلة أن دخل في الإسلام خيار المسلمين من الأشراف وغيرهم، وكان الداخلون أغلبهم من الفقراء، ولم يكن لدى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثروة عظيمة يغري بها هؤلاء الداخلين، لم يكن لديه إلا الدعوة والدعوة وحدها، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تحمَّل المسلمون من صنوف العذاب وألوان البلاء؛ ما تعجز الجبال الرواسي عن تحمله، فما صرفهم ذلك عن دينهم.. أفيصح مع هذه الحقائق الناصعة أن يقال إن محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم قد قهر الناس، وحملهم على الدخول في دينه بالقوة والإرهاب والسيف؟
 
وأضاف: لقد انتشر الإسلام بعد ذلك بطريقة طبيعية لا دخل للسيف ولا القهر فيها، وإنما بإقامة العلاقات بين المسلمين وغيرهم، وعن طريق الهجرة المنتظمة من داخل الحجاز إلى أنحاء الأرض.
 
وأكدت الدار إن مجموع تحركات النبي صلى الله عليه وآله وسلم العسكرية نحو ثمانين غزوة وسارية وإن القتال الفعلي لم يحدث إلا في نحو سبع مرات فقط، والمحاربون كانوا كلهم من قبائل مضر أولاد عمه صلى الله عليه وآله وسلم فلم يقاتل أحدًا من ربيعة ولا قحطان، وعدد القتلى من المسلمين في كل المعارك 139، ومن المشركين 112، ومجموعهم 251، وهو عدد القتلى من حوادث السيارات في مدينة متوسطة الحجم في عام واحد.
وحددت الدار أهداف الحرب في الإسلام وهي:
 
1- رد العدوان والدفاع عن النفس.
2- تأمين الدعوة إلى الله، وإتاحة الفرصة للضعفاء الذين يريدون اعتناقها.
3- المطالبة بالحقوق السليبة.
4- نصرة الحق والعدل.
وخصصت الدار شروطاً لتحقيق القتال أو الجهاد وهي:
1- النبل والوضوح في الوسيلة والهدف
2- لا قتال إلا مع المقاتلين، ولا عدوان على المدنيين
3- إذا جنحوا للسلم وانتهوا عن القتال؛ فلا عدوان إلا على الظالمين
4- المحافظة على الأسرى ومعاملتهم المعاملة الحسنة التي تليق بالإنسان
5- المحافظة على البيئة، ويدخل في ذلك النهي عن قتل الحيوان لغير مصلحة وتحريق الأشجار، وإفساد الزروع والثمار، والمياه، وتلويث الآبار، وهدم البيوت
6- المحافظة على الحرية الدينية لأصحاب الصوامع والرهبان، وعدم التعرض لهم
وأكدت الدار أن هناك آثار مترتبة على الجهاد وهي
1- تربية النفس على الشهامة والنجدة والفروسية
2- إزالة الطواغيت الجاثمة فوق صدور الناس، وهو الشر الذي يؤدي إلى الإفساد في الأرض بعد إصلاحها
3- إقرار العدل والحرية لجميع الناس مهما كانت عقائدهم
4- تقديم القضايا العامة على المصلحة الشخصية
5- تحقيق قوة ردع مناسبة لتأمين الناس في أوطناهم.