نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ - أبو الهيثم محمد درويش

يا من تكذب بالبعث لك أن تتساءل : أين كنت قبل أن تولد ومن الذي خلقك وبث فيك هذه الروح وهذا العقل الذي يميزك عن غيرك؟؟؟
 
أليس من ابتدأ خلقك بقادر على أن يعيده والإعادة أهون؟؟؟
 
انظر إلى ما يخرج منك من مني يتحول إلى بنين وبنات لهن الكثير من الآمال والطموحات, ومنهم ومنهن من ادعى الألوهية كبراً, ومنهم ومنهن من كذب بالخالق وعادى أولياءه وبطش بحاملي لوائه!!
 
أأنت خلقت هذا المني ؟؟؟أأنت من خلقت البنين والبنات؟؟؟ أم خلقهم من خلقك؟؟؟
 
انظر إلى كل من سبقوك أين ذهبوا وستعلم مصيرك المحتوم , قضى الله وقدر الموت على كل الخلائق ولا يبقى إلا وجهه سبحانه.
 
وبعد الموت لقاء جديد ونشأة أخرى وجزاء وحساب إما إلى جنة وإما إلى النار عياذاً بالله منها ومن أهلها.
 
قال تعالى :
 
{نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ(58) أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ (61) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَىٰ فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ (62) } [الواقعة]
 
قال السعدي في تفسيره:
 
{ {نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ} } أي: نحن الذين أوجدناكم بعد أن لم تكونوا شيئا مذكورا، من غير عجز ولا تعب، أفليس القادر على ذلك بقادر على أن يحيي الموتى؟ بلى إنه على كل شيء قدير، ولهذا وبخهم على عدم تصديقهم بالبعث، وهم يشاهدون ما هو أعظم منه وأبلغ.
 
أفرأيتم ابتداء خلقتكم من المني الذي تمنون.
 
فهل أنتم خالقون ذلك المني وما ينشأ منه؟ أم الله تعالى الخالق الذي خلق فيكم من الشهوة وآلتها من الذكر والأنثى، وهدى كلا منهما لما هنالك، وحبب بين الزوجين، وجعل بينهما من المودة والرحمة ما هو سبب للتناسل.
 
{نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ}
 
{عَلَىٰ أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ}
 
أحالهم الله تعالى على الاستدلال بالنشأة الأولى على النشأة الأخرى، فقال: { {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ } } أن القادر على ابتداء خلقكم، قادر على إعادتكم.