الصيام يزيد تدفق الدم والأوكسجين بالأوعية الدموية

السوسنة - أثناء فتره الصيام، التي تمتد من بعد أذان الفجر وحتى أذان المغرب يعتمد الجسم في طاقته وحاجته على سكر الجلوكوز المستمد من وجبه السحور، إلا أن تلك الوجبة لا تستطيع توفير هذه الطاقة والسكر إلا لساعات معدودة بعدها يجد الجسم نفسه مضطرا للاعتماد على الطاقة وسكر الجلوكوز من المواد السكرية والدهنية المخزونة في أنسجه الجسم، وبهذه الطريقة يتم حرق السكر والدهون المخزونة وتخليص الجسم من السموم المتراكمة.
ويبدأ الجسم أولا باستهلاك الخلايا التالفة أو الهرمة، وبعد الصيام ومع تناول الإفطار يتجدد بناء هذه الخلايا بخلايا جديدة تعطي الجسم قوة ونشاطا وحيوية.
ويعتبر شهر رمضان فرصة حقيقية لتجديد وزيادة حيوية وعمل الخلايا، وفي هذا السياق أوضح السيد زهير علي العربي — اختصاصي التغذية، مشرف التغذية السريرية بمؤسسة حمد الطبية أن الصوم يؤدي إلى تأثيرين مهمين في خلايا الجسد في مقدمتهما أن الجسم أثناء فترة الصيام يسهتلك المواد المتراكمة بداخله والتي من بينها الدهون الملتصقة بجدران الأوعية الدموية؛ مما يؤدي إلى إذابتها تماما.
وتابع مشرف التغذية السريرية بمؤسسة حمد الطبية قائلا "وبالتالي تتم زيادة تدفق الدم خلال هذه الأوعية وزيادة نسبة الأوكسجين والغذاء الواصل إلى الخلايا عبر هذا الدم، مما يساهم في تزايد حيوية وعمل الخلايا".
الصيام وتصلب الشرايين
وبين زهير العربي أن الدراسات كشفت أن الشخص الذي يحافظ على الصيام تقل إصابته بمرض تصلب الشرايين وتتأخر عنده علامات الشيخوخة، مشيرا الى أن العملية الثانية التي يقوم بها الجسم خلال الصيام هي العمل على الانتهاء من تحلل الخلايا التالفة واستبدالها بخلايا جديدة نشطة، مما يزيد من عمل وفعالية أجهزة الجسم مما يكون له تأثير واضح في قوة الوظائف الحيوية المختلفة، مضيفا في السياق ذاته" لذلك يشعر الإنسان بعد انتهاء شهر الصوم بنقاء جسمه وزيادة طاقته وصفاء نفسه".
ولفت مشرف التغذية السريرية بمؤسسة حمد الطبية الى أن الصيام يعالج كثيرا من مشكلات الجهاز الهضمي، مثل زيادة الحموضة والقولون العصبي وعسر الهضم وانتفاخات البطن، مرجعا ذلك الى ان الامتناع عن الأكل والشرب طوال فترة الصوم يعطي فرصة لعضلات وأغشية الجهاز الهضمي لأن تتقوى وتزداد فعالية وحيوية.
وذكر زهير العربي أن العامل النفسي يلعب دورا كبيرا في شفاء بعض علل الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي؛ وذلك نتيجة لما يسببه شهر رمضان من السعادة والبهجة وطمأنينة النفس وهدوء البال.
وحذر مشرف التغذية السريرية بمؤسسة حمد الطبية من الإفراط في تناول الأطعمة خلال الإفطار والسحور، بدعوى التعويض عن فترة الصيام طوال النهار، مؤكداً أن الزيادة في تناول الأطعمة خاصة الحلويات التي يكثر تحضيرها في رمضان والنشويات تؤدي إلى السمنة.
توزيع الوجبات
وأوضح زهير العربي أن توزيع الوجبات خلال فترة الإفطار له دور كبير في تجنب الإفراط في تناول الطعام؛ بداية من وجبة الإفطار وحتى السحور، مما يعني ضرورة تناول كميات قليلة من الطعام على فترات متعددة خلال فترة الإفطار.
ونبه مشرف التغذية السريرية بمؤسسة حمد الطبية الى عدم إهمال وجبة السحور التي تعتبر وجبة مهمة تمنع من انخفاض مستوى السكر في الدم، وبالتالي التقليل من طلب الجسم لكميات كبيرة من الطعام في وجبة الإفطار، مشددا على أن تحضير عدة أطباق من الأطعمة على مائدة الإفطار يسهم في تناول الكثير من الطعام.
وطالب زهير العربي بأن تحتوي مائدة الإفطار على طبق واحد من الطعام يحتوي على المجموعات الغذائية المطلوبة مثل: النشويات واللحوم والخضراوات والفواكه والحليب، على أن يكون محضرا بطريقة صحية بحيث يستخدم في تحضيره كميات قليلة من الدهون.
وحذر مشرف التغذية السريرية بمؤسسة حمد الطبية من خطورة الحلويات كأحد العوامل المسببة للسمنة، موضحا أنها من أكثر الأغذية العالية في السعرات الحرارية، مضيفا في السياق ذاته "لو أردنا أن نحافظ على أجسامنا من زيادة الوزن في رمضان لما أكثرنا من تناول الحلويات التي يمكن الاستغناء عنها بتناول فواكه طازجة، خصوصا عند الشعور في الرغبة بتناول الحلويات.
فوائد تناول التمر
وطالب مشرف التغذية السريرية بمؤسسة حمد الطبية بأن يبدأ الصائم إفطاره بتناول حبات من التمر أو كأس من العصير الطبيعي، مع قليل من الشوربة أو طبق من اللبن، ثم يقوم لصلاة المغرب، ويعود بعد ذلك لإكمال وجبة الإفطار. مؤكدا أن الصائم سيلاحظ وقتها أنه لم يتناول كمية كبيرة من الطعام؛ لأن كمية الطعام القليلة التي بدأ بها وجبته مع مصدر السكر البسيط الموجود بالتمر أو العصير، تعمل على رفع مستوى السكر في الدم للمستوى المطلوب خلال فترة صلاة المغرب، وهذا يؤدي بدوره إلى عدم طلب الجسم لكميات كبيرة من الطعام.
ونوه زهير العربي بأهمية توزيع الوجبات من ثلاث الى اربع وجبات تمتد من الافطار الى السحور، مشيرا الى ضرورة التعجيل بالافطار مباشرة بعد الأذان، كون الوجبة التي يتم تناولها تعادل كمية الطعام في وجبة الغداء في الايام العادية.
تأخير السحور
ولفت زهير العربي الى ضرورة تأخير وجبة السحور لتكون قبل الفجر بمده قصيرة جدا، مبينا أنها الوجبة التي تعادل كمية الطعام فيها وجبة الفطور في الايام العادية، ناصحا بتناول الماء والسوائل بين الوجبات والاكثار منها لكن على فترات لتزويد الجسم بما يحتاجه من سوائل، مع تجنب شرب السوائل شديدة البرودة؛ لان ذلك يؤثر على افرازات المعدة ويسبب تشنج عضلاتها.
واعتبر مشرف التغذية السريرية بمؤسسة حمد الطبية أن مضغ الطعام بشكل جيد في الفم يسهل عملية الهضم والشعور بالراحة بعد تناول الوجبة، مشيرا الى أهمية تجنب تناول الأطعمة المقلية والدسمة التي تحتاج الى وقت طويل للهضم وتسبب عبئا كبيرا على المعدة، وكذلك عدم الاكثار من الحلويات ذات محتوى السكر العالي.
وقال مشرف التغذية السريرية بمؤسسة حمد الطبية "يجب تناول الفاكهة يوميا بكميات معتدلة من حبتين الى ثلاث حبات على فترات متباعدة من البرتقال او التفاح وغيرها من الفاكهة، مع مراعاة عدم الاكثار من وضع البهارات والمواد الحارة على الطعام؛ لانها تسبب مشاكل للجهاز الهضمي وعدم الراحة".





آخر إضافات الموقع

الأكثر مشاهدة